Hussein Khechin
ساعة واحدة ·
( من يتوفى الميت ؟؟! )
سماحة العلامة الشيخ حسين الخشن
سؤال:هل يوجد منافاة في القرآن في مسألة الموت؟ لأن الآيات تارة تذكر أنّ الله هو الذي يتوفى الموتى وتارة الملائكة، وتارة ملك الموت.. ما هو الصحيح برأيكم ؟؟
الجواب:
أولا: إن نسبة التوفي إلى الله سبحانه وتعالى ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا﴾ لا تنافي نسبته إلى الملائكة ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ﴾ ؛ لأن قرار الموت هو بيد الله سبحانه وأما الملائكة هم بمثابة يده سبحانه وتعالى، ولذلك فإن فعلهم هو فعله تماما ، كما يقول في أيامنا هذه رئيس البلاد: "أنا فعلت المشروع الفلاني للناس"، مع أنه لم يفعله بشكل مباشر إنما بواسطة الوزارات التابعة له، والتي تعمل بأمره ورعايته. وفي الوقت عينه، يمكن للوزير المختص أن يقول: "أنا نفذت هذا الأمر"، ويمكن للشركة المنفذة أن تقول الأمر عينه؛ وكل ذلك صحيح.
ثانيا: أما نسبة التوفي في الآيات تارة إلى ملك الموت ﴿يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ﴾ وأخرى إلى الملائكة ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ﴾ أو رسل الله ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ﴾، فلا منافاة بينها أيضًا؛ لأن ملك الموت هو من جملة الملائكة الذين هم رسل الله. والظاهر أن ملك الموت ليس فردًا واحدًا وإنما هو صنف من الملائكة الذين يرسلهم ويكلفهم الله بهذه المهمة، وربما كان هناك ملك رئيس ولديه أعوان يساعدونه في مهمته هذه. وعليه، فالتعبير بملك الموت يشير إلى هذا الصنف، فلا يكون هناك منافاة بين التعبير بملك الموت أو الملائكة أو رسل الله.
لمزيد من الحوارات،زوروا الموقع الإلكتروني:
http://hobbollah.com/