صحف بغداد: المليشيات الشيعية تهدد باجتياح المناطق السنية.. والجيش الجديد فتيل لحرب طائفية
2005/04/28
المدائن ستبقي عراقية وليست فارسية.. ودعاة الفيدرالية عملاء للمحتل
بغداد ـ القدس العربي
ـ من علي العبيدي:
تنوعت مواضيع الصحف العراقية هذا الأيام بين تأكيد مخاطر مؤامرات إثارة الفتنة الطائفية في العراق وعدم ثقة العراقيين بالصحافة المحلية لنقلها وعود السياسيين الكاذبة والتحذير من تشكيلة القوات المسلحة الجديدة المرتبطة بمليشيات الأحزاب واعتماد البعض لسياسة جعل بعض الموظفين كبش فداء للتغطية علي الفساد الاداري ورفض دعوات البعض الفردية للفيدرالية بعيداً عن الجمعية الوطنية.
المدائن والهوية العراقية
كتبت صحيفة دار السلام الصادرة عن الحزب الإسلامي العراقي مقالاً افتتاحياً عن موضوع أزمة المدائن جاء فيه أن ملف المدائن لم يكن يوماً ما من الملفات المطروحة في مجلس الحكم أو في الجمعية الوطنية المؤقتة، ولم تكن المدائن (كركوك) ثانية سكانها يقطنون فيها منذ عقود طويلة وبعضهم مضت عليه قرون، ولم نسمع أن النظام السابق قام بعملية ترحيل لسكانها الأصليين وأتي بغيرهم من الشمال أو الجنوب. الغريب أن تثار قضية المدائن وفي الجلسات الأولي للجمعية الوطنية ولما يكتمل توزيع الحقائب الوزارية بعد. ولا ندري هل هي رسالة ولاء لأولئك الذين يحنون إلي الماضي الذي ذهب يوم تصدع إيوان كسري؟ أم هي محاولة لصرف نظر المجتمع الدولي عن قضية الأحواز؟ إننا نقول وبأعلي صوتنا: ان قضاء المدائن عراقي وسيبقي عراقياً، وأن أهله الساكنين فيه هم الأحق بأن يعالجوا أزماتهم بأنفسهم. وأن الاداء الرديء لبعض وسائل الاعلام ولبعض أعضاء الجمعية الوطنية والذي يحمل بين طياته النفس الطائفي.. ينبغي أن لا يتكرر مستقبلاً، كما أن أجهزة الدولة الأمنية مطالبة أن تكون محايدة وأن لا تروج لأي مذهب أو تستفز المواطنين إذا كانت صادقة النية.
تهديدات المليشيات الشيعية
وضمن محاولات تأجيج النزعة الطائفية، نقلت صحيفة العراق الجديد (ذات الاتجاه الشيعي) عن مصادرها أن المرجعية الشيعية وعلي رأسها السيد علي السيستاني قد لا تتمكن من وقف محاولات تسعي إليها مليشيات شيعية أكبرها فيلق بدر التابع للمجلس الأعلي للثورة الإسلامية للزحف علي مناطق سنية ولا سيما في منطقة المدائن لتوجيه ضربات إلي الجماعات المسلحة التي يعتقد أنها مدعومة من حزب البعث السوري والأردن لإنشاء كانتونات سنية أشبه بكردستان ليصبح بمثابة ثغرة يمكن لسورية أن تنفذ من خلالها إلي العراق لتعويض خسارتها في لبنان الذي خرجت منه!! وأوضحت المصادر أن المليشيات الشيعية في انتظار اشارة الانطلاق علي مدن الموت السنية كما سمتها ولا سيما الأنبار لتجريد سكانها من السلاح واعتقال وقتل فلول صدام حسين. وذكر مسؤول في أحد تلك المليشيات للصحيفة أنه ما لم تتوقف الهجمات الارهابية والتهجيرية السنية علي الشيعة العراقيين خلال أيام معدودة فان عملية اجتياح واسعة لقوات شيعية ـ كردية ستكون في طريقها لاكتساح مدن وقري ومناطق المثلث الموت السني كخطوة أولي وتطهيرها من الارهابيين، وإذا فروا إلي المناطق الأعمق باتجاه الحدود السورية فإن محافظة الأنبار بكاملها ستكون عرضة للاجتياح بعد ذلك حسب قول المصدر.
الحقيقة بين السياسيين والصحافة
وحول هذا الموضوع نشرت صحيفة الصباح الصادرة عن شبكة الاعلام الرسمية مقالاً أشار فيه كاتبه أنه بعد سقوط النظام نشط الصحافيون في تحقيق لقاءات مع رؤساء الأحزاب ومسؤولين ووزراء، وكانت أغلب تصريحاتهم علي شاكلة سنعمل.. سنقوم.. سنوزع.. سنزيد.. ومضي الوقت رويداً رويدا وتوالت الأيام والأسابيع والشهور والفصول والنتيجة هي زخم هائل من المانشيتات الصحافية التي أبهرت القراء وجذبت الناس لما فيها مما يهم حياتهم فجعلتهم يتسابقون علي شراء الصحف مؤملين أنفسهم بما كتبته الصحافة.. وبعد مرور أكثر من سنة علي أغلب التصريحات والوعود المعسولة فقدت الصحافة مصداقيتها أمام شرائح المجتمع بحيث وصل الحال بعد أن كان الصحافي يتباهي بأنه الأقرب إلي المعلومة والخبر اليقين، أصبح الواحد منهم يمارس الخرس والصمت الدائم وهو يتنقل أو يتواجد بين الناس ولا يعلن هويته لأن الكل يتهمه بالكذب ونقل الأخبار غير الصحيحة.. والسبب هو عدم مصداقية بعض المسؤولين أصحاب التصريحات واللقاءات المنشورة في الصحف وكذلك عدم مصداقية مصادر المعلومات التي يتزود منها الصحافيون في بعض الدوائر. إن الجماهير التي صوتت وانتخبت قياداتها نأمل أن تعيد المصداقية للصحافة ووسائل الإعلام من خلال مصداقية برامجها السياسية وطروحاتها وما تقدمه للشعب من أفعال بدل الأقوال.
وتحت عنوان متي يتم بناء القوات المسلحة العراقية ؟ تساءلت صحيفة الفرات المستقلة عن الوضع المتدهور الحالي في العراق فأكدت أن نوايا الولايات المتحدة لو كانت صادقة في إدعاءاتها بتحرير العراق وإقامة نظام ديمقراطي لاكتفت باسقاط النظام وعقد مؤتمر وطني لكل القوي الوطنية العراقية لاختيار جمعية وطنية وحكومة شرعية تعيد بناء العراق، إلا أن هذا لم يحصل بل عملت الولايات المتحدة علي تدمير البني الأساسية للدولة العراقية وقامت بتشكيل مجلس حكم مبني علي أسس طائفية يقوده حاملو الجنسيات المزدوجة ورموز مستنسخة عنه في كل الحكومات اللاحقة. وأضافت الصحيفة أن بناء القوات المسلحة الجديدة بالطريقة القائمة علي أسس المحاصصة الطائفية والعرقية ومن مكونات مليشيات الأحزاب المسايرة للمشروع الأمريكي وولائها لقيادات تلك الأحزاب قبل ولائها للوطن ستكون حتماً غير قادرة علي تلبية حاجات الوطن الأمنية، بل أن وضع الحرس الوطني والشرطة الحالي سيكون فتيلا لاشعال حرب المليشيات داخل المؤسسة العسكرية ذاتها عند بزوغ أي خلاف بين القيادات السياسية لتلك الأحزاب ومليشياتها المتناقضة فكرياً، وإن إقحام المؤسسة العسكرية الوليدة في الجانب السياسي لتكون ظهيراً لقوات الاحتلال بحجة مقاومة الارهاب له هدف رئيسي من أهداف الاحتلال وهو جر الشعب العراقي بأطيافه المختلفة للاقتتال في ما بينهم وتأجيج الضغينة والحقد علي تلك المؤسسات من خلال قيام عناصر مأجورة وعميلة داخل الحرس والشرطة إلي ارتكاب الجرائم بحق السكان في المناطق المختلفة، إضافة إلي تقديم المساعدة لفرق الاغتيالات التابعة للموساد التي دخلت العراق بعد الاحتلال. لقد جاء حل الجيش العراقي الوطني الأصيل ذو المواقف المشرفة وطنياً وعربياً ليكون إهانة من قبل قوات الاحتلال للشعب العراقي ولتنفيذ برنامج تقسيم العراق إلي دويلات.
أكباش الفساد
وتعليقاً علي تصريح أمين العاصمة بأن إقالته من منصبه جاءت بسبب رفضه توزيع قطع أراضي بين بعض المسؤولين أشارت صحيفة المشرق الصادرة عن تجمع الوحدة الوطنية العراقي إلي أن الحكومات تبحث عن أكباش فداء تغطي بها علي الفساد إذا تفاقم والتفسخ الوظيفي إذا استشري وزكمت رائحته الأنوف! وتأتي إقالة أمين بغداد في هذا الاطار.. فالرجل ليس أكثر مَن في الدولة العراقية تعثراً في عمله وإن كان يقود جهازاً فاسداً، وهو ليس الوحيد الذي تحولت المؤسسة التي يقودها إلي مرتع للمفسدين والمرتشين واللصوص فالمطر الأسود عم الجميع.. والعراق قفز ليحتل المرتبة الأولي بين دول العالم ليس في الإعمار والنظافة والأمن بل في الفساد الإداري. لقد كنا نخشي في الماضي أن نسأل: أين تذهب أموال النفط؟ والآن صار من حقنا أن نسأل ونستقصي ولكن ليس من حقنا أن نسمع الجواب، ومن حقنا أن نتظاهر ونحتج ونستهجن ونستنكر، ولكن ليس من حقنا أن نطالب بإقالة المفسدين والفاسدين، وإن طالبنا الحكومة فإنها غير قادرة علي إزاحتهم لأنهم جاءوا وفق طريقة المحاصصة. وأمين بغداد صرح أن مجلس الوزراء أقاله لأنه رفض توزيع قطع أراض لبعض المسؤولين في بغداد، ويبدو أن الرجل لعب بالنار من حيث لا يدري، فلماذا يرفض أوامر بعض المسؤولين ويقف ضد رغباتهم وأحلامهم وطموحاتهم في الإثراء المشروع جداً!! ليس من حق أحد أن يمشي عكس التيار، وإن سولت له نفسه وفعلها.. فعليه أن يتحمل شر أعماله.
وتحت عنوان ما هكذا تورد الأبل يا محافظ الأنبار تطرقت صحيفة راية العرب لسان حال التيار القومي العربي إلي دعوة محافظ الأنبار لإقامة فيدرالية لمحافظات نينوي والأنبار وصلاح الدين، واشارت أنها كانت تتمني لو أن محافظ الأنبار توخي الحذر قبل أن يلتحق بسرب الداعين إلي تمزيق البلاد وتفتيتها علي أساس فيدرالي، ليجري بعد ذلك تأسيس دويلات صغيرة وهزيلة مثل دويلات الخليج التي تحولت مع مرور الزمن إلي مراكز وقواعد للأجنبي ولضرب قوي الحرية في وطننا العربي، وتؤكد الصحيفة أن نظام الدولة ليس من حق كائن من يكون بل هو من حق الجمعية الوطنية المنتخبة في انتخابات حرة ونزيهة وبمشاركة غالبية الشعب، وإن الذهاب إلي الفيدرالية ليس غواية أو عبثاً. والدول التي إختارت الفيدرالية لها ظروفها وخصائصها وان طبيعة تكوينها كشعب ودولة فرضت هذا الاختيار. إن العلاقة بين المركز والمحافظات لا تحتاج أكثر من لا مركزية إدارية تتمتع بموجبها مجالس المحافظات والمحافظين بصلاحيات إدارية واسعة في الشؤون المحلية.. وقالت الصحيفة لمحافظ الأنبار: إتقِ الله فيما تدعو إليه ولا تحث السير وراء سراب الاحتلال وعملائه.
ونقلت صحيفة الصباح الجديد المستقلة عن عاملين في مقابر النجف الشهيرة عن تزايد عـــــدد الأموات الذين يتم دفنهم في مقابر النجف نتيجة الأعمال الارهابية وأعمال العنــــــف التي تشهدها المدن العراقية. حيث أكد هؤلاء علي ارتفاع عدد الموتي الذين يتم جلبهم للدفن في مقابر النجف الواسعة خلال الشهرين الماضيين من معدل 60 شخصاً في اليــــــوم الواحد إلي ما معدله 150 ميتاً يشكل ضحايا الأعمال العسكرية عدداً كبيراً منهم. ووصف صاحب مكتب دفن بأن ما يحدث هو أمر غير طبـــــيعي، وأنه قضي خمسين عاماً في هذه المهنة ولكنه لم يرَ مثل هذا البشاعة في التمثيل بالجثث وهو ما لم يحدث حتي في الحرب العراقية ـ الإيرانية، ونوه إلي قيام الحكومة بتخصيص قطع أراض جديدة لدفن الأشخاص مجهولي الهوية الذين لا يتم التعرف عليهم ولم يراجع أهلهم بخصوصهم.
كما تحدث عاملون آخرون في المقبرة عن حصول توسع كبير في مساحة المقبرة وعن تكون عدة مقابر جماعية تضم رفات الأشخاص الذين يذهبون ضحية الأعمال الإرهابية والعنف.
ونشرت صحيفة السفير المستقلة خبراً عن ازدياد حالات التسمم الغذائي في بغداد والمحافظات، ونقلت عن تــــقرير صادر عن وزارة الصحة أن حالات التسمم الغـــــذائي المسجلة في دوائر الوزارة ازدادت نتيجة استيراد واســــــتهلاك المواد الغذائية التي تحتوي علي مواد حافظة وملونة وتعدد طرق ومنافذ دخول هذه المواد من مناشـــــئ عالمية دون أخذ الموافقات الاصولية، وبسبب خطورتها فقد ظهرت حـــــالات جديدة من التسمم، وبين استطلاع أجرته وزارة الصحة في مستشفياتها عن الحالات الواردة إليها الآن ومقارنتها مع الفترات السابقة، أن هناك ارتفاعاً بمعدلات التسمم الناتجة عن استهلاك المعلبات الغذائية بأنواعها المختلفة وبنسب متفاوتة.