(( الخلط الخطير !!! ))
سماحة العلامة الشيخ حسين الخشن :
سؤال:
نجد في النصوص الإسلامية إطلاق لفظي «الكفر» أو «الشرك» على ارتكاب الذنوب والمعاصي، مع أنّ ذلك لا يستوجب شركاً حقيقياً ولا كفراً مخرجاً عن الدين، لماذا؟
جواب:
الجواب على ذلك من جهتين:
الأولى: إنّ ذلك وارد على سبيل المبالغة «تعظيماً للذنب، وتحذيراً منه، وتشبيهاً لمؤاخذته - لعظمها - بمؤاخذة الكفر، وبياناً لأنّ مقتضى الإسلام والإيمان أن لا يفعل ذلك الذنب، أو لأنّه ربما انجرّ بالآخرة إلى ذلك».
الثانية: لفظي «الكفر» و«الشرك» ليسا - في الأصل - اصطلاحين خاصين بالاعتقاد أو الفعل المخرج عن الدين، ليحتاج استخدامهما في الذنوب والمعاصي إلى عناية خاصة أو قرينة تعين ذلك، بل هما مستخدمان كثيراً في الكتاب والسنّة بما يشمل الانحراف العقدي والسلوكي معاً، انسجاماً مع الأصل اللغوي للكلمتين والذي يسع ويشمل كلا الانحرافين.
وعلى ضوء ما تقدّم يتضح الخلط الكبير الذي وقع فيه بعض الذين يجمدون على ظواهر النصوص سواء كانوا من السنّة أو الشيعة، حيث إنّهم لم يميّزوا بين الكفر العقدي والكفر العملي، أو بين شرك الربوبية وشرك الطاعة، فرتّبوا آثار الأول على الثاني في الموردين، ولذا فإنهم إذا ما قرأوا آية أو رواية تتضمن كلمة الكفر، فإنك تراهم يسارعون إلى تكفير من ذكرته الآية أو الرواية ويحكمون بخروجه عن الدين دون تدبّر في معنى الكفر الوارد فيها أو تحديد المراد به.. وهو خلط خطير.
من كتاب "العقل التكفيري"، ص 44. رابط الكتاب على الموقع الإلكتروني: http://www.al-khechin.com/article/280